29 يوليو 2024
تحفيز التحول الرقمي في دولة قطر
بصفتها مركزاً رائداً للابتكار التكنولوجي في الشرق الأوسط، تسعى دولة قطر إلى التحول الجريء نحو اقتصاد قائم على المعرفة ويركز على الرقمية.
استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي تعزز التقدم الذي تحققه دولة قطر نحو رؤية قطر الوطنية 2030، تبرز أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي كقطاع أساسي لتطوير الاقتصاد الرقمي في دولة قطر وتعزيز قدراتها على المدى البعيد في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
في السنوات الأخيرة، حققت دولة قطر تطورات تكنولوجية ملحوظة. ولتحقيق تغيير إيجابي إضافي، أطلقت الحكومة في عام 2024 خطة الأجندة الرقمية 2030 لتسريع تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام.
ومن خلال تحويل الرقمية لمحفز اقتصادي قوي، تعزز استراتيجية دولة قطر الرقمية النمو والإنتاجية، ملهمة الأجيال المستقبلية الهايبر جينيريشن.
التحول إلى مركز للاتصال العالمي
عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية الرقمية الحديثة، فإن الركن الأول في خطة الأجندة الرقمية 2030 توضح ان دولة قطر موجودة بالفعل على جبهة التقنية الرقمية اليوم. حيث تحتل دولة قطر المرتبة الأولى عالمياً في سرعات الإنترنت المتنقلة، وتتوفر شبكات الجيل الخامس ـ5G والألياف البصرية لجميع السكان.
قطاع الاتصال المتطور في دولة قطر لا يوفر فقط الأساس القوي للتحول الرقمي على نطاق الدولة، بل يجذب أيضاً أكبر شركات التكنولوجيا العالمية لتوسيع بنيتها التحتية في المنطقة.
في عام 2022، افتتحت مايكروسوفت أول منطقة لمراكز البيانات العالمية في قطر، وهو مشروع رائد لتقديم خدمات على مستوى المؤسسات في البلاد. وبعد عام، افتتحت جوجل كلاود منطقة سحابية خاصة بها في الدوحة. إذ تتمتع هذه الشبكات بإمكانية المساهمة بأكثر من 18 مليار دولار أمريكي على التوالي في السنوات القادمة وخلق عشرات الآلاف من الوظائف.
في يونيو 2024، قامت شركة نفيديا بتشكيل شراكة مع مزود الاتصالات أُريدُ لتزويد الشركة القطرية بتقنيتها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد شهد هذا الاتفاق إطلاق نفيديا لأول مرة على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وتعزيز استراتيجية مجموعة أُريدُ لتكون المزود الرائد للبنية التحتية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
محاور الابتكار والشركات الناشئة
في الداخل، تعمل قطر على تعزيز نظام بيئي مبتكر وحيوي مدعوم من قبل العديد من مراكز التكنولوجيا والحاضنات. تقوم مراكز الاحتضان مثل مركز قطر للأعمال، ومركز الاحتضان الرقمي، ومنصة تسمو بتزويد رواد الأعمال الطموحين بالموارد والإرشاد والتمويل لتطوير وتوسيع حلولهم التقنية.
أصبحت المؤسسات مثل واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا مركزاً للبحث والابتكار، حيث استقطبت رواد الصناعة الراسخين والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم.
ومن بين الأعضاء المشهورين عالميا في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا شركات مثل سيمنز، سيسكو، شل، ميتسوبيشي، وكونوكو فيليبس.
بناء مدن ذكية للمستقبل
تحرص دولة قطر على ضمان أن يكون لعقولها المشرقة الشابة مدن ومجتمعات من جيل المستقبل المزدهر حيث لا يحدهم إلا الخيال.
تشمل هذه المساحات المتحضرة مميزات عالية التقنية مثل الواي فاي على مستوى المدينة، والبنية التحتية المتكاملة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات القائمة على السحابة، إلى جانب أحدث التطورات في التنمية المستدامة.
فمدينة لوسيل هي القلب الذكي لمستقبل دولة قطر، حيث تتبنى استراتيجيات مبهرة لتوفير الطاقة وتقليل الكربون. على سبيل المثال، سيوفر نظام التبريد المركزي المبتكر فيها 65 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً عند اكتماله.
وبالمثل، يمثل مشروع مشيرب قلب الدوحة مثالاً للتنمية الحضرية المستدامة من خلال استخدام الشبكات الذكية وأجهزة الاستشعار لتحسين استهلاك الطاقة وتقليل التأثير البيئي.
التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية
أحد الأعمدة الرئيسية للأجندة الرقمية 2030 هو الحكومة الرقمية المتكاملة، حيث قامت الدولة بإنشاء خدمات إلكترونية موجهة نحو العملاء لتوفير تجارب ممتازة عبر الإنترنت للمواطنين والمقيمين والشركات.
في عام 2008، تم إطلاق بوابة الحكومة الإلكترونية حكومي كبوابة واحدة لجميع خدمات الحكومة الإلكترونية، بهدف تعزيز الشفافية والكفاءة. الآن، التركيز يتجه نحو دمج التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة الجيل القادم. في عام 2023، تعاونت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر مع شركة مايكروسوفت لاعتماد قدرات أوبن إيه آي جي بي تي في بوابة حكومي.
استضافة أول قمة ويب من نوعها في المنطقة
شهادة على ريادة دولة قطر حول الابتكار والتكنولوجيا المستقبلية، حيث استضافت الدوحة في فبراير 2024 أول قمة ويب من نوعها في المنطقة.
ضم الحدث أكبر تجمع للشركات الناشئة في الشرق الأوسط، حيث تم اختيار 1,043 شركة ناشئة من 81 دولة من بين ما يقرب من 10,000 متقدم لعرض رؤيتهم أمام الحضور.
وخلال حفل افتتاح قمة الويب، أعلن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن برنامج الصندوق القابض الأول من نوعه في دولة قطر، الذي يدعم رواد الأعمال المحليين والإقليميين.
بقيادة صندوق قطر للاستثمار، سيستثمر البرنامج بمبلغ مليار دولار أمريكي في صناديق رأس المال الاستثماري الدولية والإقليمية، مما يمثل دفعة أخرى لنظام الابتكار في قطر.
سواء كان في تعزيز بيئة نشطة للشركات الناشئة، أو اعتماد مبادرات المدن الذكية، أو تعزيز التعليم والبحث، فإن أجندة قطر الرقمية تحوّل الدولة إلى مجتمع رقمي رائد في المستقبل.
التزام دولة قطر بالتقدم التكنولوجي لا يعزز فقط مكانتها العالمية، بل يعدّ وعداً بمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر استدامة لشعبها والمنطقة بأسرها.