السياسة الخارجية
الشراكة بين دولة قطر والأمم المتحدة
انضمت دولة قطر إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة عام 1971، وتشغل سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني منصب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، وتعمل دولة قطر من خلال شراكتها الاستراتيجية مع الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ودعم التنمية الدولية، وتعزيز حقوق الإنسان، والعمل على معالجة مختلف التحديات التي تواجه العالم.
وفي إطار التزامها الراسخ بالتنمية الدولية والمساعدة الإنسانية، وقعت دولة قطر اتفاقية تعهدت بموجبها بالمساهمة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لعدد من برامج الأمم المتحدة المتنوعة، منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من بين عدة آخرون.
بالإضافة إلى تدشين مكاتب جديدة للأمم المتحدة في الدوحة؛ وهي مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
تم افتتاح بيت الأمم المتحدة في الدوحة في شهر مارس 2023، و ذلك بهدف توحيد عمل منظمة الأمم المتحدة إقليمياً وخارجياً، فضلاً عن تسهيل سبل تعزيز التعاون بين دولة قطر والمنظمة الدولية.
وعززت دولة قطر مكانتها كمركز إقليمي للتعددية بافتتاح بيت الأمم المتحدة بالدوحة في عام 2023، وهو الأول من نوعه في المنطقة، ويُظهر بيت الأمم المتحدة الضوء مدى تعاون قطر مع منظمة الأمم المتحدة، وسعيها الدائم لتحقيق الأهداف المشتركة بين دولة قطر ووكالات المنظمة المتخصصة.
جهود دولة قطر في مجالي الدبلوماسية والتنمية الدولية
ترتكز سياسة دولة قطر الخارجية على مجموعة من المبادئ الرامية إلى ترسيخ التعاون الدولي وتشجيع الحل السلمي للنزاعات، وتؤمن دولة قطر بقوة الدبلوماسية والحوار في حل الصراعات، ولها سجل حافل في الوساطة. كما أن السياسة الخارجية لدولة قطر مبنية على احترام جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وتلك التي تعتبر طرفاً فيها.
وتتمثل أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر في:
- تعزيز التنمية المستدامة والحد من التمييز ضد المرأة والأقليات الدينية.
- تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات.
- دعم وترسيخ الجهود الرامية إلى تقليص الحاجات الإنسانية المتوقعة في الحالات الطارئة.
- التوصل إلى حلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة.
حل النزاعات بالحوار والوساطة
تلتزم دولة قطر بالحفاظ على الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، انطلاقاً من إيمانها بضرورة معالجة النزاعات والخلافات من خلال الحوار وتيسير السلام والوساطة.
جهود الوساطة القطرية في أبرز الملفات الإقليمية والدولية
لعبت دولة قطر دوراً كبيراً في جهود حل النزاعات في العديد من القضايا الإقليمية، حيث عملت كوسيط في النزاعات الكبرى على مدى السنوات الماضية.
-
2008
بادرت دولة قطر بالتوسط بين الفصائل اللبنانية المتنازعة من خلال اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهراً.
-
2008 - 2013
اتخذت دولة قطر دوراً رائداً في جهود السلام في السودان، حيث استضافت محادثات السلام في الدوحة بين الحكومة السودانية ومختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة العدل والمساواة في إقليم دارفور.
-
2015
نجحت دولة قطر في لعب دور الوساطة بين قبيلتي التبو والطوارق في ليبيا، ما أدى إلى توقيع اتفاق سلام ومصالحة في الدوحة.
-
2020
أسفرت جهود الوساطة القطرية عن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان.
-
2021
توسطت دولة قطر لحل خلاف بين كينيا والصومال.
-
2021
ساهمت جهود الوساطة القطرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة.
-
2022
وقعت الأطراف التشادية اتفاقية الدوحة للسلام بمشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد تحت رعاية دولة قطر.
-
2023
تمكنت دولة قطر من إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران بالإضافة إلى عملية تبادل أسرى ناجحة بين الولايات المتحدة وفنزويلا بفضل جهودها في الوساطة. وتأمل أن يمهد هذا النجاح الطريق أمام بناء المزيد من التفاهم بين البلدين. وفي العام نفسه، ساهمت جهود الوساطة التي بذلتها دولة قطر خلال الحرب في غزة في وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن أكثر من 100 رهينة.
-
2023 - 2024
أدت جهود الوساطة القطرية إلى لم شمل الأطفال الأوكرانيين والروس مع أسرهم.
المساعدات الإنسانية
تقدم دولة قطر مساعدات إنسانية لشتى المبادرات التنموية خاصة في قطاع التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، فمن خلال العمل مع المنظمات الدولية والدول الشريكة، تلتزم دولة قطر بالعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الإنسانية.
وفي عام 2023، قدمت دولة قطر مساهمة مالية قدرها 60 مليون دولار أمريكي لبرنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً لدعم التنمية المستدامة والازدهار على المدى الطويل في أقل البلدان نمواً. كما قدمت دولة قطر مساعدات إنسانية لدعم أكبر عدد ممكن من الأشخاص المتضررين من جميع أنواع الأزمات، مثل الحروب والكوارث الطبيعية، في دول مثل أوكرانيا وفلسطين والسودان وتركيا وسوريا، وإثيوبيا، وكينيا والصومال.
وتواصل الشراكات الدولية لدولة قطر إحداث أثر إيجابي في العالم بأسره. وفي هذا الصدد، أطلق صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع منظمة “أوربس” مبادرة “قطر تصنع الرؤية” التي أمنت فحوصات وعلاجات أعين لأكثر من 6,6 مليون شخص في الهند وبنغلادش، وتشمل الشراكات الأخرى مساهمة دولة قطر البالغة 30 مليون دولار في شبكة المختبرات المُسرَّعة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي شبكة تخدم أكثر من 115 دولة نامية لمواجهة تحديات التنمية الأكثر إلحاحاً التي يواجهها العالم.
من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع، تساهم دولة قطر أيضاً في تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير تعليم عالي الجودة للجميع. تتضمن جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع إطلاق برنامجها الذي يحمل اسم “علّم طفلاً”، والذي يهدف إلى دعم تعليم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس نظراً لأسباب تتعلق بالفقر والنزاعات والكوارث الطبيعية والحواجز الثقافية. وقد نجح البرنامج في تسجيل أكثر من 12 مليون طفل في المدارس في أكثر من 60 دولة.
الإطار متعدد الأطراف
تلعب دولة قطر دوراً فعالاً في المجتمع الدولي، بما في ذلك من خلال عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة الـ 77، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي.