الشراكة بين دولة قطر والأمم المتحدة

انضمت دولة قطر إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة عام 1971، وتشغل سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني منصب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، وتعمل دولة قطر من خلال شراكتها الاستراتيجية مع الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، ودعم التنمية الدولية، وتعزيز حقوق الإنسان، والعمل على معالجة مختلف التحديات التي تواجه العالم.

تُعدّ دولة قطر من أبرز الداعمين للأمم المتحدة، وقد أصبحت شريكاً رئيسياً لها من خلال مساهمات مالية ومؤسسية متنوعة. ويمتد دعمها ليشمل 40 هيئة ووكالة تابعة للأمم المتحدة، من بينها اتفاق هام وُقِّع في عام 2018 بقيمة 500 مليون دولار لتمويل عدد من منظمات ومبادرات الأمم المتحدة حول العالم.

انطلاقاً من هذا الالتزام، عززت دولة قطر مكانتها كمركز إقليمي للعمل متعدد الأطراف بافتتاح بيت الأمم المتحدة في الدوحة عام 2023، كأول مقر من نوعه في المنطقة. ويُعدّ بيت الأمم المتحدة منصةً لتعزيز التعاون الوثيق بين دولة قطر والمنظمة الدولية، إضافةً إلى تنسيق المهام الإقليمية لعدد من الوكالات الأممية الكبرى مثل المنظمة الدولية للهجرة، واليونسكو، واليونيسف، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها.

 

جهود دولة قطر في مجالي الدبلوماسية والتنمية الدولية

ترتكز سياسة دولة قطر الخارجية على مجموعة من المبادئ الرامية إلى ترسيخ التعاون الدولي وتشجيع الحل السلمي للنزاعات، وتؤمن دولة قطر بقوة الدبلوماسية والحوار في حل الصراعات، ولها سجل حافل في الوساطة. كما أن السياسة الخارجية لدولة قطر مبنية على احترام جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وتلك التي تعتبر طرفاً فيها.

وتتمثل أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر في:
  • تعزيز التنمية المستدامة والتخفيف من أشكال التمييز ضد المرأة والأقليات الدينية.
  • تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات.
  • دعم وترسيخ الجهود الرامية إلى تقليص الحاجات الإنسانية المتوقعة في الحالات الطارئة.
  • التوصل إلى حلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة.
tourism-0
tourism-1
tourism-2
tourism-3
أبرز جهود الوساطة الإقليمية والدولية لدولة قطر

اضطلعت قطر بدور الوسيط وميسر للسلام في عدد من النزاعات الكبرى خلال السنوات الماضية.

  • 2008

    بادرت دولة قطر بالتوسط بين الفصائل اللبنانية المتنازعة من خلال اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهراً.

  • 2008 - 2013

    اتخذت دولة قطر دوراً رائداً في جهود السلام في السودان، حيث استضافت محادثات السلام في الدوحة بين الحكومة السودانية ومختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة العدل والمساواة في إقليم دارفور.

  • 2015

    نجحت دولة قطر في لعب دور الوساطة بين قبيلتي التبو والطوارق في ليبيا، ما أدى إلى توقيع اتفاق سلام ومصالحة في الدوحة.

  • 2020

    أسفرت جهود الوساطة القطرية عن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان.

  • 2021

    توسطت دولة قطر لحل خلاف بين كينيا والصومال.

  • 2021

    أسهمت الجهود القطرية، بالتنسيق مع كل من مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في التوصل إلى إعلان وقف إطلاق النار بين قطاع غزة وإسرائيل.

  • 2022

    استضافت دولة قطر مفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي في تشاد ومجموعات المعارضة التشادية، بهدف إنهاء النزاع المسلح والمضي نحو المصالحة الوطنية، وأسفرت هذه المفاوضات عن توقيع اتفاق الدوحة للسلام.

  • 2023

    تمكنت دولة قطر من إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران بالإضافة إلى عملية تبادل أسرى ناجحة بين الولايات المتحدة وفنزويلا بفضل جهودها في الوساطة. وتأمل أن يمهد هذا النجاح الطريق أمام بناء المزيد من التفاهم بين البلدين. وفي العام نفسه، ساهمت جهود الوساطة التي بذلتها دولة قطر خلال الحرب في غزة في وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج عن أكثر من 100 رهينة.

  • 2023 - 2025

    أدت جهود الوساطة القطرية إلى لم شمل الأطفال الأوكرانيين والروس مع أسرهم.

  • 2025

    تمكّنت دولة قطر، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

  • 2025

    يسّرت دولة قطر الحوار بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة تحالف نهر الكونغو/23 مارس، ما أسفر عن التزام مشترك بالعمل نحو وقف إطلاق النار.

  • 2025

    سهّلت دولة قطر الإفراج عن مواطن أمريكي كان محتجزاً في أفغانستان، إلى جانب مواطنَين بريطانيين.

المساعدات الإنسانية

تقدّم دولة قطر مساعدات إنسانية في مجالات التعليم والصحة ومبادرات التنمية الاقتصادية حول العالم. ومن خلال تعاونها مع المنظمات الدولية والدول الشريكة، وتؤكد دولة قطر التزامها بالعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الإنسانية.

منذ عام 2013 وحتى يوليو 2025، قدّمت دولة قطر أكثر من 7.3 مليار دولار كمساعدات لأكثر من 100 دولة حول العالم، مؤكدةً التزامها المتواصل بالجهود الإنسانية والتنموية الدولية. وانطلاقاً من هذا الدعم الواسع، وقّع صندوق قطر للتنمية في يوليو 2025 ستة عشر اتفاقية استراتيجية تزيد قيمتها على 520 مليون دولار، تستهدف تنفيذ مبادرات متنوعة تعود بالنفع على أكثر من 17 مليون شخص حول العالم. كما ساهمت دولة قطر في عام 2023 بمبلغ 60 مليون دولار في برنامج عمل الدوحة لأقل البلدان نمواً، دعماً لمسيرة التنمية المستدامة والازدهار طويل الأمد في بعضٍ من أكثر دول العالم هشاشة.

تقدّم دولة قطر مساعدات إنسانية تهدف إلى دعم أكبر عدد ممكن من المتضررين جراء مختلف الأزمات، بما في ذلك الحروب والكوارث الطبيعية، في دول مثل أوكرانيا وفلسطين والسودان وتركيا وسوريا، وإثيوبيا وكينيا والصومال. وفي عام 2025، التزمت دولة قطر بتقديم 11 مليون دولار لبناء منازل لضحايا الفيضانات في باكستان، فيما أرسلت في عام 2023 فرق بحث وإنقاذ مزودة بالمعدات إلى المغرب عقب الزلزال. كما قدّمت دولة قطر في العام نفسه، إثر زلزال تركيا وسوريا، مساعدات تجاوزت 150 مليون دولار، إلى جانب توفير 10 آلاف منزل متنقل، و3 مستشفيات ميدانية، وإغاثة عاجلة وصلت إلى أكثر من 1.6 مليون شخص.

أحدثت الشراكات الدولية لدولة قطر أثراً واسعاً على مستوى العالم، حيث ساهمت بـ 30 مليون دولار في شبكة مختبرات التسريع التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تخدم أكثر من 115 دولة نامية. وفي عام 2025، وقّعت دولة قطر اتفاقيات مساهمة أساسية مع عدد من وكالات الأمم المتحدة الرئيسية، لتقديم دعم حيوي لتمويلها العام. وشملت هذه الاتفاقيات: اتفاقاً بقيمة 16 مليون دولار مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للأعوام 2025 و2026، واتفاقاً بقيمة مليون دولار مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، واتفاقاً بقيمة 8 ملايين دولار مع منظمة اليونسيف.

تسهم دولة قطر، من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع، في دعم مسيرة التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من خلال ضمان إتاحة التعليم النوعي للجميع. وقد تركت المؤسسة بصمة عالمية مؤثرة، حيث تمكنت من إعادة أكثر من 16 مليون طفل محروم من التعليم إلى مقاعد الدراسة في ما يزيد على 60 دولة، من خلال أكثر من 100 مشروع نُفّذ بالشراكة مع جهات دولية.

 

 

الإطار متعدد الأطراف

تلعب دولة قطر دوراً فعالاً في المجتمع الدولي، بما في ذلك من خلال عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومجموعة الـ 77، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي.

رسّخت دولة قطر مكانتها كطرف فعال في جهود الأمن العالمي، من خلال دورها الاستباقي في مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الدولي. وكانت أول دولة في المنطقة توقّع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 لمكافحة تمويل الإرهاب عبر الحوار وتبادل المعلومات الاستخباراتية والبحث في تقنيات الأمن. كما تُعد دولة قطر عضواً مؤسساً في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي يضم 29 دولة، وشريكاً استراتيجياً في التحالف الدولي للقضاء على تنظيم "داعش"، حيث تشارك بفاعلية في جميع مجموعاته العاملة المعنية بمكافحة التمويل، والاستقرار، والمقاتلين الإرهابيين الأجانب، والاتصال الاستراتيجي.