Filters

By Region

By Content Type



العلاقات الثنائية القطرية الفرنسية

تواصل الشراكة بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية في النمو والتطور

تربط دولة قطر وجمهورية فرنسا علاقة استراتيجية قوية، امتدت لأكثر من 50 عاماً. وقد تميّزت هذه العلاقة بالنمو المتواصل والتفاهم المتبادل، وهي قائمة على أسس من الاحترام والمصالح المشتركة، مع التركيز على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها.

وعلى مدار العقود الماضية، تعاونت دولة قطر وجمهورية فرنسا بشكل وثيق لتعزيز التعاون السياسي، وتوسيع الروابط الاقتصادية، وتعميق التبادل الثقافي. ولا تزال هذه الشراكة تمثل نموذجاً للعلاقات الثنائية البنّاءة بين الدول الصديقة


الحوار الاستراتيجي: منصة رئيسية للعلاقات الثنائية

أصبح الحوار الاستراتيجي بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، والذي عُقد مؤخراً للعام الثالثة على التوالي في يونيو 2025، ركيزة أساسية في مسار الشراكة بين البلدين. ويُعد هذا المنتدى السنوي منصة مهمة لمناقشة التحديات الإقليمية والدولية، ومراجعة التقدم المحرز على صعيد العلاقات الثنائية، واستكشاف مجالات تعاون جديدة.

وخلال حوار 2025 في باريس، التقى سعادة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر بوزير أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية، حيث جدّد الجانبان التزامهما المشترك بإيجاد حلول دبلوماسية للقضايا الدولية الملحّة، بما في ذلك ملف إيران النووي، والنزاعات الإقليمية، وقضايا الأمن. كما شدّدا على أهمية الشراكة الاقتصادية المتنامية بين البلدين، ودور دولة قطر في ضمان استمرارية إمدادات الطاقة الموثوقة إلى أوروبا، إلى جانب التعاون الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب.


التعاون السياسي والأمني

منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية في عام 1972، يعمل البلدان بشكل وثيق على تعزيز السلام والاستقرار. ويتعاون الجانبان في جهود الوساطة لحل الأزمات، ويدعمان الحلول السلمية للنزاعات، لا سيما في قطاع غزة وسوريا ولبنان، مع الحرص على حماية المبادئ الإنسانية وحقوق جميع المجتمعات.

وأشادت الجمهورية الفرنسية بالتزام دولة قطر المستمر بجهود الوساطة الإقليمية، فيما أكّد الجانبان على متانة الروابط المؤسسية والتقارب بين الشعبين، ولا سيما من خلال المصالح المشتركة في مجالات الثقافة والفنون والتراث.


علاقات اقتصادية وتجارية متينة

تتميّز العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية بالقوة والتنوع. ففي عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 8.5 مليار ريال قطري، منها أكثر من 5 مليارات ريال تمثل صادرات قطرية إلى فرنسا.

كما اتفقت دولة قطر على استثمار 10 مليارات يورو في قطاعات رئيسية من الاقتصاد الفرنسي خلال الفترة من 2024 إلى 2030، بما يسهم في توفير ما يقارب 60,000 فرصة عمل. وفي الوقت ذاته، تعمل 418 شركة فرنسية في دولة قطر، مما يدعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في الدولة.


تعاون يتجاوز الإطار الدبلوماسي
لا تقتصر الشراكة بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية على الجوانب السياسية والتجارية فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات التعليم والثقافة والرياضة والصحة والتنمية الإنسانية. ويسهم هذا التعاون المتعدد الأبعاد في ترسيخ الروابط بين الشعوب وتعزيز القيم المشتركة.

وفيما تحتفل دولة قطر والجمهورية الفرنسية بأكثر من نصف قرن من علاقات الصداقة والتعاون، يؤكّد البلدان التزامهما الراسخ بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية والعمل المشترك نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للجميع.