مع بلوغ دولة قطر المرحلة الأخيرة في رؤية قطر الوطنية 2030، يتم تسليط الضوء على الصناعات والقطاعات الرئيسية التي تشكل الاستراتيجية الاقتصادية المستقبلية للبلاد.

لأكثر من عشرين عاماً، تمتعت دولة قطر برخاء لا مثيل له ونمو اقتصادي استثنائي.

بعد النجاح الاقتصادي الذي حققته قطر بفضل استضافتها الناجحة لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 2022، سيشهد اقتصاد دولة قطر توسعاً أكبر مع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في النصف الثاني من هذا العقد.

في بيانه الختامي في يناير 2024، قال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي: “تبقى قطر متينة أمام الصدمات العالمية الأخيرة وتوقعاتها الاقتصادية إيجابية. وتدعم توقعاتها الإيجابية على المدى المتوسط التوسع الكبير في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الحقل الشمالي والمكاسب المتوقعة من تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.”

يشير مصطلح “NDS3” إلى استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر

في عام 2008، أطلقت الحكومة رؤية قطر الوطنية 2030، وهي استراتيجية طويلة المدى لبناء الدولة تركز على الاستثمار في الأجيال القادمة. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق ثلاث استراتيجيات وطنية للتنمية، بما في ذلك الاستراتيجية الأخيرة، وهي استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024-2030)، لدعم قطر في تحقيق رؤيتها الوطنية.

استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة تحدد المبادرات والإصلاحات الجريئة والتغييرات الإيجابية في دولة قطر، وتحدد القطاعات الرئيسية، بما في ذلك قطاع الطاقة وغيرها من القطاعات التي ستشكل مستقبل دولة قطر.

مستقبل الطاقة في دولة قطر

تُعد دولة قطر واحدة من أبرز مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، ومنذ أواخر التسعينيات، أصبح هذا الوقود متعدد الاستخدامات ومنخفض الانبعاثات جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الدولة الاقتصادية المستقبلية، حيث يسهم في تلبية احتياجات الطاقة للدول وتقليل الانبعاثات الكربونية.

لتحقيق هذا الهدف، تم توقيع صفقات طاقة طويلة الأمد مع العديد من الدول حول العالم. ومؤخراً وقعت دولة قطر صفقات توريد الغاز لأكثر من 20 عاماً مع شركات في الصين، والهند، وإيطاليا، وهولندا، وفرنسا.

لاستيعاب الطلب المتزايد، قامت دولة قطر بتوسيع عمليات حقل الشمال (وهو أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم)، وذلك لزيادة طاقة تصدير الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 142 مليون طن سنوياً قبل عام 2030، مما يمثل زيادة بنسبة 85% تقريباً عن مستويات الإنتاج الحالية.

وفي الوقت نفسه، قامت دولة قطر باستثمارات كبيرة في موارد الطاقة المتجددة.

في أبريل 2024، أطلقت الشركة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) استراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة لزيادة وتنويع استخدام مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية لتشغيل الشبكة الكهربائية المحلية.

قطاعات النمو المستقبلية الرئيسية في دولة قطر

السياحة

كجزء من استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، تحظى دولة قطر بفرص اً سياحية متميزة، مع أهداف طموحة ومشاريع تطوير قيد التنفيذ، مستفيدة في ذلك من كونها أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم. كما تسعى دولة قطر إلى استقبال ستة ملايين زائر سنوياً بحلول عام 2030، مما سيساهم في أن تساهم السياحة بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.

 النقل والخدمات اللوجستية

يخدم موقع قطر المتزايد كمركز رئيسي عالمي للخدمات اللوجستية أهدافها في مجال السياحة. تتضمن خطط قطر المستقبلية مطار حمد الدولي وشركة الخطوط الجوية القطرية، التي تم اختيارهما كأفضل مطار وأفضل شركة طيران في العالم لعام 2024 من قبل سكاي تراكس. بالإضافة إلى ذلك، يشمل ميناء حمد، بوابة قطر الرئيسية للتجارة العالمية، 30 خطاً بحرياً يربطون الميناء بأكثر من 100 وجهة بحرية حول العالم وذلك بشكل مباشر وغير مباشر.

 القطاعات التمكينية المستقبلية في قطر

تكنولوجيا المعلومات والرقمية

ستواصل قطاعات تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية لعب دور محوري في دفع الاقتصاد الرقمي لدولة قطر. وفي فبراير 2024، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأجندة الرقمية الوطنية 2030، وهو برنامج شامل لتسريع التغيير الرقمي المؤثر عبر جميع قطاعات الاقتصاد الوطني من خلال إتقان “القوى الخارقة” العالمية مثل: الاتصال الفائق، والحوسبة الفائقة، والتشغيل الآلي الفائق.

 الخدمات المالية

في نوفمبر 2023، أطلق مصرف قطر المركزي خطته الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لتعزيز أسواقه المالية ورأس المال بهدف قيادة المنطقة في الابتكار والكفاءة وحماية المستثمرين. الهدف النهائي هو أن ينمو القطاع المالي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.7% حتى عام 2030، مع مساهمة القطاع بمبلغ 84 مليار ريال قطري (23 مليار دولار أمريكي).

 التعليم

يُعد الاستثمار في رأس المال البشري هو أساس تطلعات دولة قطر للأجيال الحالية والقادمة. وتشكل منظومة التعليم في البلاد مركزاً إقليمياً رائداً للتعليم عالي الجودة، وتشمل العديد من المؤسسات التعليمية والأكاديمية الدولية التي تتواجد في دولة قطر.

 القطاعات المستدامة لمستقبل قطر

الرعاية الصحية

تعتبر الصحة الجسدية والعقلية للسكان من الركائز الأساسية لرؤية قطر الوطنية 2030. كما تتوفر في قطر خدمات صحية شاملة وفعالة ومتاحة بأسعار معقولة للجميع. ووفقاً لمؤشر الرعاية الصحية لموقع “نمبيو” لعام 2024، يحتل قطاع الرعاية الصحية في قطر المرتبة الأولى في العالم العربي.

 الأغذية والزراعة

نظراً للمناخ الصيفي في دولة قطر، تحتاج الدولة لاستراتيجية قوية للأمن الغذائي والزراعة. والهدف الرئيسي لهذا القطاع هو تعزيز الأمن الغذائي المحلي وتطوير تخصصات طويلة الأمد مثل التكنولوجيا الزراعية المتقدمة. وقد حققت قطر تأميناً شبه كاملاً للإمدادات الأساسية، بما في ذلك الاكتفاء الذاتي بنسبة 100% في الدواجن الطازجة والحليب.