بفضل موقعها الذي يتيح الوصول إلى 80% من سكان العالم في غضون رحلة طيران تستغرق ست ساعات من الدوحة، تعتبر دولة قطر مركزاً مثالياً للترابط في عالم تسوده العولمة. واستثماراً لهذا الموقع الاستراتيجي، تواصل البلاد تنفيذ مشاريع تطوير بنية تحتية رئيسية لتزويد اقتصادها بأساس قوي يضمن النمو المستدام وطويل الأجل.

والآن، بفضل البنية التحتية المتطورة للنقل والخدمات اللوجستية، تربط دولة قطر المواطنين العالميين عبر الجو والبر والبحر، مما يوفر بيئة مثالية للأعمال المستقبلية والاستثمار الأجنبي المباشر، وموطناً يرحب بالمجتمع الدولي المتنوع.

Hamad
Doha Metro

دولة قطر عبر الجو

 تُعرف دولة قطر بخدمات السفر الجوي ذات المستوى العالمي، فهي موطن لكل من “أفضل شركة طيران في العالم لعام 2024” و”أفضل مطار في العالم”، وذلك وفقًا لأحدث التصنيفات من سكاي تراكس.

واحتفل مطار حمد الدولي بمرور عشر سنوات على تأسيسه في أبريل من عام 2024، وقد استقبل منذ افتتاحه 325.1 مليون مسافر. كما يخدم المطار الآن أكثر من 45 شركة طيران تتجه إلى أكثر من 200 وجهة، مما يجذب السياح من جميع أنحاء العالم إلى الدوحة.

يشهد مطار حمد الدولي عملية توسعة كبيرة منذ عام 2019. حيث تم إطلاق المرحلة الأولى في عام 2022، والتي شملت مبنى جديداً، وفندقاً، وحديقة استوائية تُدعى “أورتشارد”.  وتشمل المرحلة التالية من التوسعة زيادة سعة المطار إلى 70 مليون مسافر، بالإضافة إلى إنشاء محطة شحن جديدة.

يكمل مطار حمد الدولي الناقل الوطني المرموق، الخطوط الجوية القطرية، المشهورة براحتها وخدماتها الممتازة، والتي تحلق فوق أكثر من 170 وجهة حول العالم. بالإضافة إلى خدمات الركاب، إذ قام مطار حمد الدولي والقطرية للشحن الجوي بمعالجة 20.5 مليون طن من البضائع من عام 2014 إلى عام 2024، ويشغلان اليوم أكثر من 160 عنابر للشحن وأكثر من 70 مسار شحن جوي.

دولة قطر عبر البر

ولتلبية احتياجات السكان والسياح والشركات، تمتاز دولة قطر ببنية تحتية للسكك الحديدية على مستوى عالمي تمتد عبر العاصمة والمناطق المحيطة بها، مما يسهل الوصول إلى محطات أساسية مثل مطار حمد الدولي، والخليج الغربي، ومدينة لوسيل. ويمتد نظام المترو لمسافة 76 كيلومتراً، وتصل سرعة القطارات إلى 100 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها من أسرع القطارات ذاتية القيادة في العالم.

ويأتي نظام المترو مصحوباً بشبكة حافلات واسعة، يُتوقع أن تكون بالكامل كهربائية بحلول عام 2030. وقد سجل مستودع حافلات لوسيل رقماً قياسياً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في عام 2022 كأكبر مستودع للحافلات الكهربائية، بسعة تصل إلى 478 حافلة كهربائية.

دولة قطر عبر البحر

بفضل موقعها الاستراتيجي عند مفترق طرق الشرق والغرب تقدم دولة قطر خيارات ربط جذابة للشحن إلى مناطق رئيسية مثل آسيا وأوروبا وغيرها. حيث يُعتبر ميناء حمد البوابة الرئيسية لدولة قطر في التجارة البحرية العالمية، إذ يملك قدرة سنوية تصل إلى 7 ملايين طن من الشحنات العامة، مما يجعله واحد من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط. كما يسهم الميناء في تسهيل الربط بين الأسواق العالمية من خلال أكثر من 30 خط شحن، مما يتيح له الوصول المباشر وغير المباشر إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم.

وبعد تطويره بتكلفة تتجاوز عدة مليارات من الدولارات، يتميز الميناء أيضاً بقدرات متخصصة في مجالات مختلفة، ويمكنه التعامل مع مجموعة متنوعة من الواردات المتخصصة مثل الماشية والسيارات والحبوب السائبة، بالإضافة إلى استضافته لقاعدة لدعم السفن البحرية وسفن الدعم البحري.

مستقبل اللوجستيات في دولة قطر

تحدد استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة في دولة قطر اللوجستيات كقطاع رئيسي لتحقيق النمو الاقتصادي، حيث تدخل البلاد المرحلة النهائية على الطريق نحو رؤية دولة قطر الوطنية 2030.

وباعتبارها عنصر رئيسي لتنويع الاقتصاد ودعم النمو المستدام، تسعى دولة قطر إلى توسيع أنشطتها اللوجستية لتصبح مركزاً متخصصاً في التجارة الإلكترونية، وذلك مع إعادة تصدير السلع ذات القيمة العالية والبضائع التي تحتاج إلى سلسلة تبريد والأدوية. من خلال التكيف المستمر والتطورات التكنولوجية،

وتطمح الدولة إلى في تحقيق معدل نمو سنوي مركب حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي للقطاع بنسبة 6.6%، مع وصول حجم إعادة التصدير إلى 25 مليار ريال قطري.

ستواصل استثمارات دولة قطر المستمرة وطموحاتها في تطوير بنية النقل واللوجستيات جني الفوائد للبلاد ومواطنيها والمقيمين والزوار على حد سواء. ومن المتوقع أن تستمر التحولات المستقبلية في هذا القطاع في التوسع، مما يعزز نمو قطر الاقتصادي المستدام.